text
stringlengths
0
247
ألم تر أن الدهر يوم وليلة S وأن الفتى يسعى لغاريه دائبا
ألا قولا لعاتكة اعذريني S ولو في جيش ما عند القباب
فإن كنائني لمكرمات S وما ألى بني ولا أساؤوا
ولا تسأل الأضياف من هم فإنهم S هم الناس من معروف وجه ومنكر
لا تمشطي رأسي ولا تفليني S واقتربي هلم أخبريني
ما باله أحمر كالهجين S خالف ألوان بني الجون
إن بني صبية صيفيون S أفلح من كان له ربعيون
إن بني صبية صغار S أفلح من كان له كبار
ونهيت جساسا لقاء كليبهم S خوف الذي قد كان من حدثان
ولقد أبى والبغي مهلك أهله S إلا منيته بحد سنان
ونهيت بعد مهلهلا عن حربنا S وزحوف أقران إلى أقران
فأبى مهلهل فاستبيح قراره S قسرا بكل أخي لقا وطعان
وأقرت الفتيان أن فتى العلا S جساس أضحك رعلة الضبعان
شبعت نسور الجو من قتلاهم S بحجولها وحواصل الغربان
فترى النسور عواكفا من حولهم S ينهشنهم وكواسر العقبان
قتل الثلاثين الذين تعدهم S وأظن قد أنباكه الرجلان
عن كر جساس بن مرة فيكم S وقديمه أبصرته ببيان
ترك النساء على كليب حسرا S بالأمس خارجة عن الأوطان
فإذا بكيت على كليب فاذكرن S قتل الكهول ومصرع الفتيان
وأبا نويرة لا تدع تذكاره S فلنعم مأوى الضيف والفرسان
والردم يوم الردم فاذكر فتية S قتلوا بها بثوابت الكثبان
لا تنس ثم أبا أنيس إذ ثوى S وأبا محلم غرة الفتيان
لم ينكلوا تحت السيوف وقد غدوا S من وقعها لكواسر العقبان
كانوا لجارهم الحماة وشأنهم S ضرب الكماة بحد كل يمان
لا تنسهم إن كنت تعرف شأنهم S وازدد بهم حزنا إلى أحزان
إن كنت تحسب أن تباشر بالقنا S فأبو نويرة كان غير جبان
أرداه جساس بطعنة مخطف S في الحرب يرعش خوفة الركبان
وأصاب جساس بن مرة وتره S في موقف متضايق الأركان
في ساعة وبقيت تطلب جاهدا S ما لا تنال يداك منذ زمان
عفا منزل بين اللوى والحوابس S لمر الليالي والرياح اللوابس
فلم يبق من أياته غير هامد S وأخر مرس بالمدقة يابس
وغير ثلاث كالحمائم جثم S ومغنى حمام قد قدمن دوارس
تلوح عراض الوشي والنؤي حوله S كما لاح عنوان جديد القراطس
تعفت وعفاها من الصيف دلج S تصب العزالي بالغمام الرواجس
له زجل في حافتيه ورجة S كصوت طبول جوبت بالنواقس
وقفت بها أرجو الجواب فلم تجب S وكيف جواب الدارسات الخوارس
تحمل منها أهلها بعد غبطة S وقد عمروها بالحسان الأوانس
عليهن ألوان الحرير وبزه S شغاميم أمثال الظباء الكوانس
نواعم ما صادفن عيشا منكدا S وفي النفس من تذكارهن وساوس
بني تغلب لم تنصفونا بقتلكم S بجيرا ولما تقتلوا في المجالس
وحتى تبد الخيل في عرصاتكم S وتلقون أياما شداد المناحس
كأيام عاد إذ بغوا وتكبروا S فأضحت قراهم كالقفار البسابس
سلوا تخبروا عن معشري أي معشر S وعني إذا لاقيتكم أي فارس
وهلا سألتم بالقديم بحربنا S تميم بن مر عند ضرب الفوارس
غداة حوينا سبيهم ونساءهم S ودسناهم بالمقربات المداعس
ولخما سلوا عنا وعكا ومذحجا S غداة أزرناهم بطون الروامس
عليهن من أبناء بكر بن وائل S مرازبة في البازخ المتقاعس
ونحن قتلناهم على عهد كبشهم S وعمرو بن زنباع وزيد بن حابس
ألم تلقكم أيام كلثوم خيلنا S هنالك في عمق من الليل دامس
قتلنا الذي يحمي الكتيبة منكم S وغودر قتلى جمة في الكنائس
ونحن قتلناكم غداة محجر S بني تغلب فيها اجتداع المعاطس
قتلنا بأعلى الشعثمين زهيركم S وعمرا قتلنا منكم وابن قابس
ونحن قتلنا في حماكم كليبكم S وكم من غني قد قتلنا وبائس
إني أرى ذا جلد وباس S تخاله البجير إذ تقاسي
في حمله والطرد والدعاس S فهو به الوفاء دون الناس
عفت أطلال مية من حفير S إلى الأجياد منه فجو بير
وقد كانت تحل بها زمانا S أمامة غير مكشفة الستور
تسامر كل خرعبة لعوب S من اللاتي عرين على النحور
إذا ما قمن تحسبهن خوطا S من القضبان ذا ورق نضير
فسائل إن عرضت بني زهير S ورهط بني أمامة والغوير
غداة تجمعت من كل أوب S بنو جشم ولم تحفل مسيري
يمنيها الضلال أخو كليب S فقد صارت على كذب وزور
تركنا تغلبا كذهاب أمس S وأخرجنا الحسان من الخدور
فلو نشر المقابر عن كليب S لأبصر بالذنائب شر زير
تركنا منهم بشرا كثيرا S لغربان الفلاة وللنسور
نصحت لتغلب وكففت عنها S ولم أهتك لها حرم الستور
فأعيت تغلب وبغت علينا S ولم تحذر معاقبة الأمور
صبحناهم بكل أصم لدن S وكل مجرب بطل جسور
عواسل في الأكف مثقفات S خضبناهن من ثغر النحور
فلم نقتل شرارهم ولكن S قتلنا كل ذي كرم كثير
شهرت السيف إذ قتلوا بجيرا S فأهلكت الصغير مع الكبير
فلو قتلت تغلب في بجير S لكانوا فيه كالشيء الحقير
على أن ليس عدلا من جبير S إذا اختلط القبيل مع الدبير
فقد فرقت تغلشب يالبكر S فحلي في بلادك أو فسيري
تركناهم بها صرعى جنودا S تجردها السباع وكل غور
كأنا غدوة وبني أبينا S غداة الخيل تفزع بالذكور
ضراغم ساورت في الحي يحمى S عليها كل ذي لبد هصور
تجالد في كتائب من علي S بفتيان كأمثال الصقور
بجنب عويرض لما التقينا S ونار الحرب ساطعة السعير
فدانت تغلب في الحرب لما S نزلن بداهيات في الأمور
وكانوا في اللقاء غداة ثاروا S عناصرة بها لفح الدبور
فحام مهلهل لما التقينا S وعرد حين مل من الهرير
فلو نشر المقابر عن كليب S لخبر في الحفاظ بشر زير
ولو قتلوا جميعا في بجير S لكانوا فيه كالشيء اليسير
بجير حين تشتجر العوالي S غداة حوادث الخطب الكبير
قتلنا الحي من جشم بن بكر S وأهلك ملكهم عند النفير
بناس من بني بكر عليهم S دلاص السابغات من الحرير
وأهلكنا بني غنم جميعا S مع القمقام ذي الشرف الكبير
وجالوا من سعير الحرب حتى S بدت أقدام ربات الخدور